كيف خرج جيل زد للاحتجاج بالمغرب وأين ينشط؟ تحليل معمق
كيف خرج جيل زد للاحتجاج بالمغرب وأين ينشط؟
لا أظن أن هناك معطيات حقيقية وواضحة أين يقضي وقته جيل زيد بالمغرب دون اللجوء إلى بحث صغير داخل الأحياء التي حددت بها الاحتجاجات. لكن كمتتبع للوضع الاجتماعي والسياسي بالمغرب، يمكن أن أقول إن غالبية الشباب الذين خرجوا للاحتجاج لا ينشطون بالديسكورد المنصة التي يقال إن بها مجموعة أولى وهي من دعت للاحتجاج.
الفجوة الرقمية بين المنصة والواقع
هذا راجع لعدة عوامل، أولها أن المنصة معروفة أنها تستوعب شبابًا من هوات الألعاب الإلكترونية؛ لأن باستطاعتهم مشاركة ما يلعبون في غرف يكونونها داخل ما يسمى بالسيرفر، الذي يمكن وصفه بأنه منزل يمكنه استيعاب ما لا يقل عن الآلاف من الناس، والكل يمكنه النقاش كتابة أو صوتًا أو بالكاميرا.
غالبية الشباب المحتج لا يبدو عليه هذه الثقافة؛ لأنها تحتاج لمال من أجل اقتناء المعدات، ما عدا بعض الاستثناءات. بطبيعة الحال، المنصة ليست بالسهلة على الوافدين الجدد؛ لأنها مختلفة عن الفيسبوك والإنستغرام والتيك توك… لأنها مليئة بالخصائص وتعتمد على التفاعل النشط بين المستخدمين، وليس على التمرير السلبي مثل باقي المنصات.
من هنا، من الغلط توقع أن يدخل شاب جديد للمنصة لما سمع بأن هناك أشخاص سيحتجون، وسيقوم بإيجاد الإعلانات والتفاعل.
تحليل المجموعات المؤسسة والخطاب الموجه
يجب علينا أن نحلل كيف بدأت المجموعة التي أقول إنها مقادة من النظام نفسه؛ لأن قنوات النظام وصحافته، بل حتى سياسييه، قاموا بذكر اسم السيرفر الخاص بالشباب، وهذا إشهار غير مباشر دفع الكثيرين إلى تحميل التطبيق والبحث عن كيفية الدخول إلى السيرفر.
ناهيك عن الفيديوهات المؤدية إلى الإشهار بها في الفيسبوك والتيك توك والإنستغرام. شيء مهم أنه في المغرب، هناك أناس كُثُر يستخدمون فقط فيسبوك وإنستغرام؛ لأنه رخيص بسبب عرض موجه لهذا الغرض يعرف بـ”نجمة ستة”.
للإشارة، إن المجموعة منذ البداية بدأت بحذف أي شخص يتحدث حول الملك والملكية، وأنها قادت الخطاب من طرفها أو طرف أناس استدعتهم، وهم مشهورين بخدمة النظام في دعايته.
الاحتجاجات بين العفوية والتوجيه
من هنا، التحدث حول عفوية الاحتجاجات تحليل سطحي. أنا أقول إنه مقاد بغرض إنشاء حريق يمكن إخماده باعتقالات وأحكام ثقيلة حتى ترعب الباقي من الشعب. هو بمثابة مصل مذكر للشعب أن المخزن صارم.
بعد أن يظل المجتمع في الشحن جراء السياسات الفاشلة اجتماعيًا واقتصاديًا، وجراء سياسات الملكية التي خلفت جرحًا غائرًا في المغاربة، كالتطبيع مع إسرائيل، بل أخبار أن هناك إسرائيليين مغاربة ولديهم أرصدة وثروات يطالبون بها، وسياسة الملكية في نزع الأراضي والمنازل بجميع مدن المغرب تحت ذريعة المصلحة العامة.
ولا ننسى الصمة السيئة التي رافقت الملك في طوال السبع السنوات الأخير، المتمثلة في كلام حول مثليته في مجتمع مخيَلته إسلامية تندد بالمثلي وتنعته بأردأ الصفات، فما بالك أن يستفيق المغاربة على خبر أن قائد الأمة أمير المؤمنين مثلي.
الخلاصة
الحراك الحالي يمثل ظاهرة معقدة تجمع بين المطالب الحقيقية للشباب واستغلال النظام لهذه المطالب لتحقيق أغراضه. الفهم العمق لهذه الآليات يساعد في تكوين رؤية أوضح لمستقبل الحراك الاجتماعي في المغرب.
كتابة وتحليل: بدر خزيمة
مراجعة وتصحيح: تمت مراجعة النص وتحسين الصياغة باستخدام الذكاء الاصطناعي
الكلمات المفتاحية: جيل زد، GenZ212، احتجاجات المغرب، الديسكورد، الحراك الاجتماعي، التحليل السياسي، الشباب المغربي، المنصات الرقمية، الحركات الشبابية