GENZ212: بين الغضب الرقمي وإدارة الدولة للاحتجاج

بين الغضب الرقمي وإدارة الدولة للاحتجاج

ظهور حركة GENZ212 لم يكن مجرد موجة شبابية عابرة، بل كان انعكاسًا لتوتر اجتماعي عميق يعيشه المغرب خلال السنوات الأخيرة. ارتفاع الأسعار، انسداد الأفق، ضعف الثقة في المؤسسات، وتراكم الإحباط السياسي خلق بيئة قابلة لأي شرارة. لكن سرعة انتشار الحركة، وطريقة تمددها عبر منصات قصيرة المدى مثل تيك توك، ثم انتقالها إلى الشارع بشكل منضبط، تطرح سؤالًا مركزيًا: هل نحن أمام حركة احتجاجية خالصة أم أمام موجة غاضبة تعايشت معها الدولة وحاولت توجيهها في مسارات محدودة؟

استراتيجية الاحتجاج المراقَب

التاريخ السياسي المغربي يظهر أن المخزن لطالما اعتمد استراتيجية “الاحتجاج المُراقَب”: خلق معارضة تحت السيطرة، احتواء النقابات، صناعة أحزاب موازية، وتفريغ الجمعيات من مضمونها النضالي. ومع دخول أدوات مراقبة وتحليل بيانات أكثر تطورًا، أصبحت الدولة قادرة على رصد المزاج العام، معرفة نقاط الغضب، وتوقّع موجات الاحتجاج قبل وقوعها. هذا لا يعني بالضرورة صناعة الحركة، لكنه يعني قدرة أكبر على ضبطها وتحديد سقفها.

سمات احتجاجية جديدة

GENZ212 تحمل سمات هذا النوع من الاحتجاجات الحديثة:

  • غضب حقيقي لكنه غير مسيّس
  • انفجار رقمي سريع لكنه غير منظم
  • تعبئة قوية بلا قيادة واضحة

وهذه الخصائص تجعل الحركة قابلة للاحتواء؛ فهي تُنفّس الغضب دون أن تملك مشروعًا سياسيًا أو أدوات تنظيمية تسمح لها بالاستمرار. كما أن طبيعة منصات التواصل — خاصة تيك توك — تُحوّل الاحتجاج إلى موجة عاطفية أكثر منها حركة اجتماعية متماسكة.

بين التعبئة الرقمية والوعي السياسي

رغم ذلك، لا يمكن إنكار أن الحركة كشفت حجم التوتر داخل المجتمع، وأظهرت أن الجيل الجديد يرفض الصمت ويملك قدرة عالية على التعبئة الرقمية. لكن دون إطار سياسي مستقل، ودون وعي جمعي قادر على تحويل الغضب إلى مشروع، ستظل الحركة عرضة للتوجيه أو التفريغ.

خلاصة: علامة على مرحلة جديدة

في النهاية، GENZ212 ليست ظاهرة معزولة، بل علامة على مرحلة جديدة: احتجاج سريع، رقمي، غير مؤطر، ومحكوم بميزان قوى غير متكافئ بين خوارزميات الدولة ومشاعر الشارع. السؤال ليس هل صُنعت الحركة، بل هل يستطيع المجتمع إنتاج وعي يقاوم السيطرة ويحوّل الغضب إلى فعل سياسي حقيقي؟


كتابة وتحليل: Zroot
مراجعة وتصحيح: تمت مراجعة النص وتحسين الصياغة باستخدام الذكاء الاصطناعي

الكلمات المفتاحية: GENZ212، الاحتجاجات، الحركات الشبابية، المغرب، التعبئة الرقمية، تيك توك، الاحتجاج المراقب، الغضب الرقمي