GenZ 212: بين خطاب التغيير ورواسب النظام القديم

تبدو حركة “GenZ 212” للوهلة الأولى تعبيراً صادقاً عن رغبة جيل الشباب المغربي في التغيير والإصلاح الاجتماعي والاقتصادي. إلا أن مسارها منذ انطلاقها يكشف عن تناقضات عميقة، تطرح تساؤلات حول طبيعتها الحقيقية ومصادر دعمها الخفية.

التطهير المبكر وخطاب “التغيير المسيطر عليه”

منذ البداية، أظهر المنظمون حساسية مفرطة تجاه أي نقاش جوهري حول دور المؤسسة الملكية في المشهد السياسي والاقتصادي المغربي. فقبل أن يصل عدد الأعضاء إلى المئة، تم حذف وحظر أي عضو يجرؤ على التطرق إلى الملكية كفاعل مركزي في سلطة البلاد. هذا الإجراء لا يعكس حركة شعبية طامحة للتغيير الجذري، بل يشير إلى نسخة جديدة من “الشباب الملكي”، ربما تكون أكثر تنظيماً وهدفاً.

الهجمات الشخصية ومحاولة كبح الحوار

أحد مسيري السيرفر الرئيسي لـ “GenZ 212” قام بمهاجمة أحد الأعضاء على الخاص، لمجرد أن هذا العضو بدأ في النشاط على سيرفر منافس. هذا التصرف يفضح نزعة سلطوية وتقييداً للحوار الحر، وهي سمات لا تليق بحركة تزعم تمثيل جيل يؤمن بالتعددية.

سيرفر “ذاهبون إلى تواركة”: الرمزية التي أرعبت النظام

انتقال النقاش إلى سيرفر آخر تحت اسم “ذاهبون إلى تواركة” يحمل دلالات عميقة. فـ “تواركة” ليس مجرد مكان جغرافي، بل هو موقع القصر الملكي. جعل هذا المكان رمزاً للنقاش يشير إلى أن سقوط النظام بأكمله – الممثل في القصر – أصبح هدفاً معلناً لدى جزء من الشباب، نتيجة الفشل الاجتماعي والاقتصادي المتواصل.

الدعم المريب والاستضافة المُوجَّهة

أكثر ما يثير الريبة هو الدعم الذي حظيت به مجموعة “GenZ212” منذ أيامها الأولى من شخصيات معروفة قدّمها النظام وسوّق لها على أنها مضطهدة من طرفه، بل روّج لكونها معارضة، مثل “عمر الراضي”، وذلك حتى يتسنّى له تحطيم معارضةٍ صُنِعت داخل منظومته نفسها، حتى لا تنشأ معارضة عضوية حقيقية يمكنها مساءلة الملكية عن مشروعيتها وسلطتها وتسلّطها، بل ومحاسبتها والدعوة إلى ذلك.

استضافت المجموعة عمر الراضي للنقاش وطلبت رأيه، غير أنه لم يُشر إلى المؤسسة الملكية، لا كفاعل سياسي قوي في المغرب ولا كمسؤولة عن الوضعية الراهنة. كما استضافت الإعلامي “رشيد العشعاشي”، وهو أحد الوجوه التي تروّج للخطاب الرسمي للملكية الذي يُحمّل السياسيين وأحزابهم وزر كل إخفاقات البلاد، في ما يشكّل ذريعة لتبرئة المؤسسات الحقيقية الفاعلة.

ونشير هنا إلى أننا طلبنا من رشيد العشعاشي أن يوضّح ما إذا كان فعلًا ينتمي إلى عائلة العشعاشي المعروفة بفضائح التعذيب خلال سنوات الرصاص. ما يجعلنا نعتقد أنه من عائلة معروفة يمكنها أن تنغمس مع النظام، ليس فقط في التدليس، بل في التعذيب والاغتيال أيضًا.

الخلاصة: خطاب ملكي في ثوب ثوري؟

في النهاية، يبدو أن “GenZ 212” تتحول إلى منصة تحمل خطابًا ملكيًا مغلّفًا بطابع شبابي، الغرض منه قد يكون “غسل” وعي جيل جديد من المهتمين بالسياسة، وتوجيه غضبهم بعيدًا عن المركز الحقيقي للسلطة. ولا يُستبعد أن يكون عناصر موالون للنظام هم من يقفون خلف إنشاء السيرفر، أو أنهم “ركبوا الموجة” في وقت مبكر لتوجيهها، خصوصًا بعدما لاحظ النظام نجاح منصة “ديسكورد” في الإطاحة بحكومة نيبال. كما لا يمكن تجاهل ترويج الإعلام الرسمي المغربي، الورقي والرقمي، لهذه الحركة، إذ يشكّل ذلك دليلًا إضافيًا على احتمال كونها مشروعًا موجَّهًا ومدروسًا لامتصاص غضب الشباب وتحويل بوصلة التغيير بعيدًا عن الملكية.


كتابة وتحليل: بدر خزيمة
مراجعة وتصحيح: تمت مراجعة النص وتحسين الصياغة باستخدام الذكاء الاصطناعي

الكلمات المفتاحية: GenZ212، جيل زد، الحركات الشبابية، الديسكورد المغربي، النظام القديم، عمر الراضي، رشيد العشعاشي، التحليل السياسي، التغيير بالمغرب