المغرب وجيل زد: بين خطاب التغيير وإستراتيجية الاحتواء المؤسساتي
المغرب وجيل زد: بين خطاب التغيير وإستراتيجية الاحتواء المؤسساتي
المشهد الحالي: سيرفرات النقاش الموجه
الشباب الملكي يجمع الشباب المغربي في سيرفرات الديسكورد تحت ذريعة النقاش العمومي مع شخصيات سياسية أو صحفية معروفة. كان آخر ما سمعنا هو مشاركة عمر بلافريج، الذي تحدث عن كل شيء except المؤسسة الملكية، وكأنها غير موجودة في الخارطة السياسية المغربية.
الفجوة بين الخطاب والواقع
التعامي عن ذكر الملكية كفاعل رئيسي في المشهد السياسي يتناقض مع التصريحات الرسمية. فبنكيران نفسه، عندما كان رئيساً للحكومة، صرح للإعلام: “الملك هو من يترأس المجلس الوزاري، بل هو من يعين الوزير الأول ووزراءه ويمكن أن يقيلهم، وهو أمير المؤمنين ورئيس هيئة أركان الحرب”. ثم أضاف: “رئيس الحكومة لا يحكم بالمغرب، فرئيس الحكومة يساعد الملك فقط”.
تحليل بنية السلطة
من خلال تصريحات رئيس الحكومة السابق، يتضح أن المسؤولية السياسية تقع بالدرجة الأولى على عاتق المؤسسة الملكية بصفها الفاعل الرئيسي في محور السلطة بالمغرب. كل نقاش يتجاهل هذا المحور يكون ناقصاً وغير واقعي.
السؤال الجوهري
إذا كان هناك احتقان حقيقي، فما الغاية من الدفع بنقاش عمومي غير واقعي ومخادع منذ البداية؟ يبدو أن هناك إستراتيجية مؤسساتية تهدف إلى:
عملية “الإخصاء العقلي” للشباب
أعتقد أن الدولة تقوم بعملية إخصاء عقلي للشباب الحالي، تهدف إلى:
- محو صورة الملك ذي السلطة المطلقة من المخيال الجمعي
- تحويل بوصلة النقاش بعيداً عن المركز الحقيقي للسلطة
- إطالة أمد لعبة تحميل المسؤولية إلى كباش فداء إلى ما لا نهاية
الخلاصة: بين التغيير الحقيقي والاحتواء المؤسساتي
الحراك الحالي يمثل معادلة معقدة: من ناحية هناك رغبة حقيقية للتغيير لدى الشباب، ومن ناحية أخرى هناك آليات احتواء مؤسساتية تعمل على توجيه هذا الغضب بعيداً عن المؤسسات الحقيقية الفاعلة.
النقاش الذي يتجاهل حقيقة توزيع السلطة والثروة في المغرب ليس نقاشاً حراً، بل هو جزء من لعبة أكبر تهدف إلى الحفاظ على الوضع القائم مع إعطاء انطباع بالتغيير.
كتابة وتحليل: بدر خزيمة
مراجعة وتصحيح: تمت مراجعة النص وتحسين الصياغة باستخدام الذكاء الاصطناعي
الكلمات المفتاحية: جيل زد، المغرب، الملكية، الحراك الشبابي، الديسكورد، التحليل السياسي، المؤسسات، التغيير، السلطة